رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

مشهد تعجز عن وصفه الكلمات، انتشال طفل فلسطيني من تحت الأنقاض وهو يحتضن شقيقته الرضيعة

المصير

الجمعة, 15 مارس, 2024

01:50 م


كتب - شريف سمير :
تولد البطولة دائما من رحم المحن، وكلما تمر القدم فوق تراب أرض غزة الباسلة، تقف عند مشهد إنساني يشيب له الشعر، وتقوده القدم الأخرى عند مشهد آخر مشابه بوجوه جديدة ملطخة بالدماء تقشعر أمامه الأبدان.. وآخر المشاهد، وليس الأخير بالطبع، هذا الغلام الغزاوى الصغير الذي ضرب المثل فى الشجاعة والصلابة وهو يموت تحت أنقاض منزله المدمر بقصف الاحتلال الإسرائيلي "النازى" ولكنه يتشبث بالحياة وبين ذراعيه يحمي وينتشل أخته الصغيرة، فيتسلح رجال الإنقاذ منه بالعزيمة والإرادة والرغبة القوية في الحياة ويسارعون بإخراجهما من تحت حطام وعلي وجهيهما غبار المعارك الذي يجسد أروع صور الصمود و"الرجولة البريئة"!.

** صرخة رضيعة!

والقصة القصيرة التى رسمها هذا الصبي الفلسطيني السند كالجبل لشقيقته، صورة بالكربون لعشرات النماذج فى مناطق متفرقة من قطاع يواجه الفناء كل لحظة وينتصر دائما بالصبر والقدرة علي البقاء .. حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة ادعى ناشروها أنها لرضيعة أُنقذت بعد شهر من تواجدها تحت الأنقاض في القطاع الفلسطيني، وحصدت الصورة مئات التعليقات والمشاركات عبر منصة "إكس"، وتطبيق إنستجرام وفيسبوك، إلا أن الحقيقة ليست كذلك، فالصورة لصغيرة وُلدت في أوائل الحرب وأنقذت بعد ثلاث ساعات من تواجدها تحت الركام.
وكشف عنصر من الدفاع المدني الفلسطيني واسمه نوح الشغنوبي، أن المنقذين نجحوا في انتشال الرضيعة على قيد الحياة من تحت أنقاض منزل عائلتها الذي دمّره القصف الإسرائيلي، بعد ثلاث ساعات من العمل والجهد.

** "وين ماما؟!"

كما انتشل الدفاع المدني طفلا من تحت ركام المنزل، حيث كان في وضعية النوم، وقد سقطت عليه حجارة المنزل وغطت معظم جسده، ورغم الآلام الرهيبة وصدمة الرعب من الموت، يسأل الطفل عن والدته، قائلًا: "وين ماما؟!، لقد وقعت أمي، أنا كنت معها في الغرفة نفسها"، ليرد عليه أحد عناصر الدفاع المدني قائلًا: "سنحضر والدتك"، دون أن يعلم الرجل ما إذا كانت الأم على قيد الحياة أم سبقت رضيعها إلى السماء!!

** الكبار صاروا صغارا!!

ولاينجو الكبار من نفس المصير، ففي جزء من المكان، كانت مجموعة من الشبان يرفعون الحطام بأيديهم، وأكد أحدهم أنهم ظلوا ساعة يستمعون لصوت قادم من تحت الأنقاض لكنه انقطع تماما ولم يعد يجيب على أي نداء.
وتحدث أحد الناجين وهو غارق في دمه، قائلا إن والدته استشهدت، وإنه خرج وأخوه وابنه في حين ما تزال زوجته و4 من أولاده تحت الأنقاض، مضيفا :"كنا 26 شخصا في شقة واحدة بالطابق الرابع من البناية".
وقد تسبب القصف بتسوية سلسلة عمارات ومنازل سكنية بالأرض في حي اليرموك، في إطار سياسة "الأرض المحروقة" التي تعتمدها إسرائيل في حربها على القطاع.