رئيس مجلس الادارة: نجلاء كمال
رئيس التحرير: محمد أبوزيد
advertisment

سحر الحسيني تكتب أي فخ ينصبه لنا حرف أنيس منصور

المصير

الخميس, 11 إبريل, 2024

07:07 م


الكثير والكثير مما ورد إلينا ، من سيرة ذاتية، أو مذكرات رسمية، او سرية، أو مقالات لكبار الصحافيين والكتاب،
كلها تصب فى مجري واحد .
أن ...
انيس منصور ( جان جاك روسو ) العرب.
المذنب المعترف ليس بذنوبه فحسب، بل إنه يعترف نيابة عن كل من صادفهم، أو جمعه به حادث أو موقف.
ابن الدقهلية المتقد الذكاء ، الحافظ لكتاب الله وهو في التاسعة من عمره .
أحد رواد أدب الرحلات، ثم المؤلف للكتاب الأكثر شهرة، -200يوم حول العالم الذي حصد به جائزة الدولة التشجيعية عام 1963.
ذلك الداهية الذي كان يدرك تماما متي ينصت ومتي يكون الحديث .
ذلك الماكر أيضا الذي يضفي متعمدا علي حديثة سخرية مقصودة فيلونه ألف لون . ولكل قارىء فهم مايحلو له دون أن يمسك أحد عليه زلة .
فالحديث مابين وبين،
مابين جدية مواربة، وهزل واضح.
أي فخ ينصبه لنا حرف أنيس منصور فلا ندرى أكاذيبه من حقائقه،
وجده من هزله؟!
كان يتلذذ في ترك العنان لخيال المتلقي ،
حتي في أدق تفاصيله ( ديانته)
فقد ظل الجميع يعتقد أنه مسيحي ويتلقى تهنئة عيد الفصح ولم يصحح موقفه.!
فتح لأنيس منصور بابا ملكيا لدخول عالم الصحافة ( الباب الفلسفي)
بحكم دراسته لها، ثم امتهانه للعمل بها كمدرس بإحدى الجامعات المصرية.
لتنسج خيوط الحيرة بيوت عنكبوت بعقولنا
هل انتهج أنيس منصور
( المكر السياسي )؟
أم عمد إلي ( الدهاء الفلسفي )؟

هل اعترافاته مقصودة منه كداهية! أم أنها علي سبيل الحكي والتوثيق ليس إلا؟

هو الناصح ......

(ليس كل مانسمعه ونراه قابلا للنشر )

وهو ذاته من دون ونشر تفاصيل التفاصيل ولم يترك موقف له مع أحد إلا وسجله .
هو الرفيق الكتوم فى لقاء الثلاثاء مع السادات يستمع إليه ويحدثه، ويدونه إلى حين.
ليخلع عليه السادات وصف حكاء، ويجعله رسولا حاملا رسائله لليهود والعالم أجمع .
هو ذاته من نشر كيف أن العقاد رفض التسجيل معه قبل أن يقبض 200جنيه دفعهم من جيبه لانه لم يكن هناك انتاج للبرامج.
والحال نفسه كتبه عن طه حسين حيث طلب الأخير من أنيس منصور 400جنيه .ثم يخرج علينا باكيا في برنامج تليفزيوني لرؤيته العقاد يتسول فى أواخر حياته؟
إعترافات الصحفى الكبير أنيس منصور أنه كان يأخد مناقشات العقاد و يدرسها للطلاب فى جامعه المنصورة قسم الفلسفة كليه الآداب.. من المعروف أن (أنيس منصور) أستاذ الفلسفه فى جامعة القاهرة سابقا.
و انه كان أحد أساتذة الجامعة فى قسم الفلسفة، الذى كان يحضر فى صالون العقاد لسرقه مناقشات العقاد فى الصالون و تدريسها فى الجامعة، فهل تعتبر هذه سرقة؟
ربما لم يكن يذكر انتماء ما يقوله للعقاد، لكن بالتأكيد لم يكن كل ما قاله غير منتمٍ له، وهو العقلية الصاخبة، والصحفي الذي يجيد نظم الفكرة وتقويتها.

ثم تأتي قصته الأشهر
كتب جان جاك روسو العرب،
تصريحا في جريدة الشرق الأوسط اللندنية عام 2010 .
- وهو تصريح معاد كتبه قبلا في جريدة الأهرام في عموده الأكثر ذيعا وشهرة ( مواقف)
مفاده انه اشترك مع إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي في تاليف رواية ومنحها لكاتبة مغمورة زوجة سياسي شهير
بعد أن تم تقسيمها بينهم
وظهرت الرواية ليذيع صيت الكاتبة ويفخر بها زوجها ( السياسي المعروف )
فما الذي دفع ثلاثتهم لامتهان ( الجوست رايتر )؟! لم يكن لينقصهم مال، أو شهرة بيد أنه تلك الرغبة في الاستناد على حائط سياسي!
فقد كانوا يعلمون جيدا كيف للمظلة السياسية أن تهيمن وتعلو فوق الركب الثقافي والديني علي حد سواء .
باعتراف أنيس منصور الذي هو بالحقيقة اتهاما جليا لثلاثي الفكر والادب والثقافة.
وترسيخا أن مايحدث الآن من بيع القلم والجهد لم يكن ابدا وليد العصر واليوم .
ماذا أراد انيس منصور من وراء هذا الإعتراف العجيب المكتمل الأركان عدا ركن -ركين- وهو من هي تلك الكاتبة؟
وهل من المعقول ان يضحي بسمعته وسمعة عبد القدوس والسباعي محافظا علي سر هذة المراة دونما مكاشفة؟! منحنا انيس منصور ذلك الاعتراف صانعا عصفا ذهنيا هائلا وحيرة كبيرة
من تكون هذه الكاتبة؟
ونتساءل هل تعمد انيس منصور تدعيم موقفه من الأدب النسائي بذلك الاعتراف المشين الذي تعمد صياغته بأسلوب يجعل من مرتكبيه رواد لملاهي، لايلوون علي شيء سوي التسلية والمرح! بيد أن إنكار من هي الكاتبة دعوة للبحث والتشكيك ووضع الكثيرات محل شك واتهام .
تعامل أنيس منصور مع أنظمة قمعية لا تقبل النقد، وقد عاش في حيرة من أمره بين تجميل التشوهات الظاهرة للنظام، وبين الاعتراف بالحقيقة للتاريخ، وقد أبدع بخبث صحفي لا يمكن إنكاره، فلقد ذكر كل عيوب الأنظمة التي عاصرها مضفرة في جماليات لا يمكن الفصل بينها إلا أن يتلقاها قاريء واع، ولطالما كان بيننا قراء على درجة من الوعي تلقفت اعترافاته ووضعتها في نصابها الصحيح، كمثل مرافقته لجمال عبد الناصر في العمرة لغرض تجميل الصورة الدينية في عيون من رأوه سببا للنكسة، وقال البعض إن هذا ذنب الإسلاميين. فأراد أن يثبت لهم أنه ليس أقل إسلاما ممن يتهمونه فيهم.
أي نهج إعتنقه انيس منصور بتعمده غرس بذور الشك والحيرة والوقوف في منتصف الحبل الرفيع مابين السخرية والجد.
ومن عجب أنه لا احد تمكن من إكتشاف ذلك المزيج المبهم المعالم لكتابات المثقفين الثلاثة !!